ندوات إذاعية - إذاعة دار الفتوى - الإعجاز العلمي - الحلقة 07 - 30 : البعوضة والنمل.
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2003-11-01
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة :
المذيع :
بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم صلِّ وسلّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أخوة الإيمان والإسلام ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، معنا اليوم فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، أهلاً وسهلاً بكم .
أيها الأخوة ؛ في هذه الحلقة من برنامج : "الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة" نتحدث عن مخلوق صغير هو النمل ، ومخلوق آخر هو البعوضة ، لقد جعل الله عز وجل لحكمة أرادها في كل صفة مادية في الإنسان حيوان يفوقه بها ، إلا أن الإنسان كرّمه الله بالعقل والمعرفة والإيمان ، وبهاتين الصفتين يتفوق على بقية مخلوقاته .
يا من يرى مدّ البعوض جناحها فــي ظلمة الليـل البهيم الأليل
ويرى مناط عقولها في نـحرهــــــا والمـــخ في تلك العظام النحــل
امنُنْ عليّ بتوبة تمحُ بهــــــــــــــــا ما كان مني في الزمـان الأول
***
فضيلة الدكتور ، دعنا نتعرف على البعوضة وخصائصها ، وكيف تعيش .
البعوضة :
الدكتور راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
أستاذ عبد الحليم ، جزاك الله خيراً ، يقول الله عز وجل في كتابه الكريم:
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً ﴾
[ سورة البقرة : 26]
أعتقد أنه ما من مخلوق أهون على الإنسان من بعوضة ، بل إن النبي عليه الصلاة والسلام يقول في حديثه ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ ماء))
[الترمذي عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ]
مخلوق هيّن على الإنسان ، قد يقتل الإنسان بعوضة ، ولا يشعر أنه قتل شيئاً ، هوانها على الإنسان لا حدود له ، ومع ذلك ففي هذه البعوضة من الآيات الدالة على عظمته الشيء الكثير ، كيف لا وقد ذكرت في القرآن الكريم !
هناك ملاحظة دقيقة ، عدد الآيات الكونية الدالة على عظمة الله لو أنك قلت: مليار مليار مليار إلى نهاية الحياة لا تنتهي ، لكن الله اختار لنا من هذا العدد اللامتناهي عددًا محدودًا في القرآن ، ألف وثلاثمئة آية تتحدث عن الكون ، فأنت حينما تقرأ آية فيها أمر ، فهذا الأمر يقتضي أن تأتمر ، وحينما تقرأ آية فيها نهي فهذا النهي يقتضي أن تنتهي ، الآن حينما تقرأ آية كونية يقتضي هذا أن تفكر في هذه الآية ، وكأن هذه الآيات الكونية المتعلقة بالسموات والأرض ، وبخلق الإنسان ، وخلق الحيوان والنبات ، هي رؤوس موضوعات للتفكر ، فيكفيني أن يذكر الله في قرآنه البعوضة ، إذاً هي آية كبيرة على صغر شأنها وحقارة مكانتها عند الإنسان .
المذيع:
ضرب فيها المثل لصغر حجمها وشأنها ، ولكن هناك أمور عظيمة ذكرتموها في هذا الكتاب .
حياة البعوضة و وظائفها :
الدكتور راتب :
لكن يقول الله عز وجل بعد قليل:
﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً﴾
[ سورة البقرة : 26]
لمَ هذا المثل ، وما قيمته ؟ البعوضة في رأسها مئة عين بالتمام والكمال ، طبعاً هذا كله عُرِضَ على مجاهر إلكترونية ، وأنا أجريت ندوة في سوريا ، وعرضت هذه الصور ، صور مكبرة ، في رأسها مئة عين ، وثمانية وأربعون سناً ، ولها ثلاثة قلوب في صدرها ، قلب مركزي ، وقلب لكل جناح ، وفي كل قلب أذينان وبطينان ودسامان ، أما البعوضة فتملك جهازاً لا تملكه الطائرات ، إنها لا ترى الأشياء لا بشكلها ، ولا بلونها ، ولا بحجمها ، ولكنها تراها بحرارتها فقط ، عندها جهاز استقبال حراري لا تملكه أدق الطائرات ، لذلك هذا الجهاز حساسيته واحد على ألف من الدرجة المئوية ، إذا ارتفعت الحرارة واحدًا على ألف يبدو أمام عينها ظاهراً ، وفي غرفة مظلمة في الليل ينام طفلان على سرير ، لا ترى في هذه الغرفة إلا الطفلين ، تتجه إلى أحدهما ، هذا الجهاز نسميه تجاوزاً : جهاز رادار ، أما الاسم الأدق فهو جهاز استقبال حراري ، يستقبل الصور بحرارتها ، تتجه إلى جبين هذا الطفل ، وما كل دم يناسبها ، قد ينام طفلان على سرير واحد ، يستيقظ الأول ، وقد ملئ بلسع البعوض ، والثاني لم يُلسع لسعة واحدة، إنها تحلل الدم ، تختار من بعض الدماء ما يناسبها ، ففضلاً عن جهاز الاستقبال الحراري وجهاز الرادار هناك جهاز تحليل دم ، إنها إن وقعت على طفل ، وخافت أن يقتلها إن انتبه ، لا بد من تخديره ، معها جهاز تخدير ، والإنسان حينما يتوهم أنه قتلها هي في الجو ، أطلق يده بعد أن انتهى تأثير المخدر ، فمعها جهاز رادار ، وجهاز استقبال حراري ، وجهاز تحليل دم ، وجهاز تخدير ، لأن خرطومها دقيق جداً ، والدم اللزج قد لا يمر في خرطومها ، فلابد من تمييع الدم ، فمعها جهاز رادار ، وتخدير ، وتمييع ، أما خرطوم هذه البعوضة فشيء لا يكاد يصدق ، خرطومها فيه ست سكاكين ، أربع سكاكين تحدث جرحاً مربعاً ، ولا بد لهذه السكاكين من أن تصل إلى وعاء دموي كي تمتص الدم ، وسكينان آخران يلتئمان على شكل أنبوب ضمن السكاكين الأربع ، فست سكاكين ، أربع لإحداث جرح ، وسكينان لامتصاص الدم، هذا بخرطومها الدقيق ، طبعاً هذا الكلام متى عرف ؟ بعد أن اخترع المجهر الإلكتروني ، وهو يكبر أربعين ألف مرة ، أنا حينما أشتري مكبراً من السوق هذا يكبر ثماني مرات ، الأنواع العالية جداً عشر مرات ، بينما الإلكتروني قد يصل التكبير إلى أربعين ألف مرة .
المذيع:
وحتى نرى هذه الدقة بالوصف مئة عين ، فالبعوضة نراها بشكلها ، وهي صغيرة جداً ، فكيف نرى هذه الأعين أو القلوب ، وما شابه ذلك ؟
البعوضة من آيات الله الدالة على عظمته :
الدكتور راتب :
عيون مئة ، ثمان وأربعون سنًّا ، أسنان ، قلوب ثلاثة ، أجهزة جهاز استقبال حراري ، جهاز تحليل ، جهاز تخدير ، جهاز تمييع ، الآن إذا وقفتْ على سطح أملس كيف تقف ؟ عندها محاجم على أساس ضغط الهواء ، أنت حينما تريد أن تعلق مشجبًا في حمام معتنى به جداً ، وتخاف أن تثقب هذا البلاط الراقي تأتي بمشجب على أساس الضغط ، تفريغ الهواء يجعل المشجب يلصق بالبلاط ، فعندها محاجم تمكنها من الوقوف على سطح أملس بمحاجمها ، فإذا كان السطح خشناً تقف بمخالبها ، والبعوضة يرف جناحاها بعدد كبير جداً ، يبلغ درجة الطنين ، بعضهم قال : آلاف المرات في الثانية الواحدة ، ثم إن هذه البعوضة تشم رائحة عرق الإنسان من ستين كيلو مترًا تقريباً ، فهذه هي البعوضة ، الله عز وجل يقول:
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾
[ سورة البقرة : 26]
هذا من آيات الله الدالة على عظمته ، وأنا حينما أذكر آية كونية في خلق الله في مخلوقاته ، في الحيوان ، والنبات ، في الإنسان ، أتابع وأقول:
﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ﴾
[ سورة الإسراء : 85]
وقد تظهر أبحاث وأبحاث حول البعوضة ، قد لا نصدق بعضها ، لكنها حقيقة علمية ، الله عز وجل خلق هذا الكون من أجل أن نعرفه بالدليل ، الله عز وجل يقول:
﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾
[سورة الطلاق: 12]
المذيع:
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم البعوضة ، وضرب بها مثلاً ، ولكن الآن سورة بأكملها سميت باسم النمل ، فطبعاً هناك شأن لهذه النملة ، فما هو شأنها ، وكيف تعمل ؟
8.2 Margins, padding, borders العروض الدعوية [ index page ] [ [ section ] [ Previous ] [ Next ] [ Specification ] ( لا صفر ) ( صفر بين الغلو والجفا ) د.قذلة بنت محمد القحطاني @dr_gathla ( لا صفر ) ( صفر بين الغلو والجفا ) كان التشاؤم عادة عند العرب في الجاهلية فكانوا يتشاءمون ببعض الأزمان والأعيان والطيور ومن ذلك التشاؤم بشهر صفر وخاصة آخر أربعاء منه !! حتى إنه في بعض الأقطار الإسلامية لا يزورون فيه المريض .. ويكتبون أذكار شركية وصلاة بدعية يتداولونها في هذا اليوم ، اعتقاداً منهم أنها تحفظهم وتدفع عنهم بلاء هذا الشهر!! وقد جاء الإسلام بإبطال هذه العادة ومن الآثار الواردة في صفر: 1. عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا عدوى ولاصفر ولا هامة )) ، فقال أعرابي : يا رسول الله ! فما بال إبلي تكون في الرمل كأنها الظباء ، فيأتي البعير الأجرب فيدخل بينها يجربها؟ فقال: (( فمن أعدى الأول )) متفق عليه 2. عن أبي هريرة -رضي الله عنه-عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولاصفر)) متفق عليه . وفي رواية لمسل...
تعس عبد الشاشة مررت ذات يوم على حانوت أحد الإخوة، ممن عُرِف في الحي بحب العلم والسعي في تحصيله، بعد تبادل التحيات، انتزع هاتفه من جيبه كما يُخرِج الجاني المعترف سلاح جريمته، وقلبه معصور بالندم، ثم قال بنبرة صوت مليء بالأسف: "شغَلَنا هذا كثيرًا، وكم أتمنى العودة إلى العهد القديم، لما كانت الهواتف على أبسط صورها!". دار بيننا الحديث حول هذه البلوة الجديدة، والكل منا يدلي بتجرِبته الخاصة، ويعترف بالتقلبات التي أحدثتها في حياته، ثم ختم أخي قائلًا: "أنا على يقين أني لو تخليت عن هاتفي الذكي مدة شهر، لتحسن وضعي كثيرًا...". لم يمضِ يوم وأنا أراه في الجامع، عيناه منغمستانِ في هاتفه، ألوان الشاشة تنعكس على عدسات نظارته كأنها تؤكد على حق تهمته، نظر إليَّ بمزيج من الخجل والحرج، ولسان حاله يتأسف: "لم يشغَلْنا فقط، بل أسَرنا!". نعم يا أخي، ما أكثرَ أمثالي وأمثالك ممن دخلت هذه الوسائل الحديثة حياته كالضيف النازل ولم يلبث لحظة - أو لحيظة - حتى صار كالجليس المؤنس، الذي إذا خلي مكانه أسفنا على لوعة فراقه وتفقدناه. كم من شبانٍ بـ "سناب شات"، و"دردشات الفيس...
↓فوائد من كتاب ثلاثون سببا للسعادة لعائض القرنى → حكمــــــة السبب الأول : فكر واشكر : والمعنى أن تذكر نعم الله عليك , فإذا هي تغمرك من فوقك ومن تحت قدميك (( وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها )) صحة في بدن، أمن في وطن، غذاء وكساء، وهواء وماء، لديك الدنيا وأنت ما تشعر، تملك الحياة وأنت لا تعلم (( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرةً وباطنةً )) عندك عينان، ولسان وشفتان، ويدان ورجلان (( فبأي آلاء ربكما تكذبان )) . هل هي مسألة سهلة أن تمشي على قدميك، وقد بترت أقدام, وأن تعتمد على ساقيك، وقد قطعت سوق، أحقير أن تنام ملء عينيك وقد أطار الألم نوم الكثير، وأن تملاً معدتك من الطعام الشهي، وأن تكرع من الماء البارد وهناك من عكر عليه الطعام، ونغص عليه الشراب بأمراض وأسقام . حكمــــــة تفكر في سمعك وقد عوفيت من الصمم، وتأمل في نظرك وقد سلمت من العمى، وانظر إلى جلدك وقد نجوت من البرص والجذام، والمح عقلك وقد أنعم عليك بحضوره ولم تفجع بالجنون والذهول. حكمــــــة أتريد في بصرك وحده كجبل أحد ذهباَ، أتحب بيع سمعك وزن " ثهلان " فضة، هل تشتري قصور الزهراء بلسانك فتكون أبكما، هل تقايض بيديك مقابل عقود اللؤل...
Commentaires
Enregistrer un commentaire