فرسان السنة

8.2 Margins, padding, borders

العروض الدعوية

[index page] [[section] [Previous] [Next] [Specification]

( لا صفر ) ( صفر بين الغلو والجفا ) د.قذلة بنت محمد القحطاني @dr_gathla ( لا صفر ) ( صفر بين الغلو والجفا ) كان التشاؤم عادة عند العرب في الجاهلية فكانوا يتشاءمون ببعض الأزمان والأعيان والطيور ومن ذلك التشاؤم بشهر صفر وخاصة آخر أربعاء منه !! حتى إنه في بعض الأقطار الإسلامية لا يزورون فيه المريض .. ويكتبون أذكار شركية وصلاة بدعية يتداولونها في هذا اليوم ، اعتقاداً منهم أنها تحفظهم وتدفع عنهم بلاء هذا الشهر!! وقد جاء الإسلام بإبطال هذه العادة ومن الآثار الواردة في صفر: 1. عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا عدوى ولاصفر ولا هامة )) ، فقال أعرابي : يا رسول الله ! فما بال إبلي تكون في الرمل كأنها الظباء ، فيأتي البعير الأجرب فيدخل بينها يجربها؟ فقال: (( فمن أعدى الأول )) متفق عليه 2. عن أبي هريرة -رضي الله عنه-عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولاصفر)) متفق عليه . وفي رواية لمسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا عدوى ، ولا غول ، ولا صفر )) 2. في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا عدوى ولا هامة ولا صفر" فقال أعرابي: يا رسول الله فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيخالطها البعير الأجرب فيجربها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فمن أعدى الأول؟! وقد جاء في معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( لا صفر ) عدة اقوال :- - فقيل: المراد داء في يصيب البطن. قال البخاري في صحيحه : باب (( لا صفر )) ، (وهو داء يأخذ البطن ) - وقيل: شهر صفر وكان العرب يتشاءمون منه ويدعون انه شهر مشؤوم !! - عن ابن عباس- رضي الله عنهما – قال : ((كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض ، ويجعلون المحرم صفر ، ويقولون : إذا برأ الدبر ، وعفا الأثر ، وانسخ صفر ، حلَّت العمرة لمن اعتمر . قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه صبيحة رابعة مهلين بالحج فأمرهم أن يجعلوها عمرة ، فتعاظم ذلك عندهم ، فقالوا:يا رسول الله !أي الحل ؟. قال:(( حل كله)) . -وقيل: كانت العرب تحله عاماً ويحرمونه عاماً سُئل مالك عن قوله : (( لا صفر)) قال : إن أهل الجاهلية كانوا يُحلُّون صفر ، يُحلونه عاماً ويُحرمونه عاماً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((لا صفر )) . قال ابن رجب الحنبلي : (قالت طائفة المراد بصفر شهر ثم اختلفوا في تفسيره على قولين : أحدها : أن المراد نفي ما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النسيء فكانوا يحلون المحرم ويحرمون صفر مكانه وهذا قول مالك . والثاني : أن المراد أن أهل الجاهلية كانوا يستشيمون بصفر ويقولون : إنه شهر مشؤوم فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك). وأما الهامة :- بتخفيف الميم ، وقيل بالتشديد وهو قول شاذ . والمراد بها : طير من طير الليل . وقيل انها البومة ، وقيل (( إنها داء يصيب المريض وينتقل إلى غيره )) وللعرب فيها اعتقادات باطلة منها : أولاً : التشاؤم بها ، فإذا وقعت على دار أحدهم اعتقد أن هذا علامة موته وعلامة نزول مصيبة به أو اهله!! ثانياً : إنها روح ميت تأتي لتطالب بحق أو تأمر بأمر ، في شكل حشرة تخلق من روح الميت المقتول وأنها تطير وتصيح حتى يقتص منه!! - وقيل إنها دودة تخرج من رأس المقتول الذي لم يؤخذ بثأره ولا تزال تدور حول قبره وتقول اسقوني .. اسقوني .. حتى يؤخذ بثأره وإلا بقيت ، وقيل إنها تدور سبعة أيام ثم تذهب . وقيل : إنها عظام الميت تتجمع بعد موته وتصير هامة وترجع إلى قبر الميت كل مائة سنة!! ولهذا أبطل الإسلام جميع هذه المعتقدات فنفاها كما في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم :( لا عدوى ولا صفر ولا هامة..) الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم:((لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة ، ولاصفر)) . وقال صلى الله عليه وسلم (( لا عدوى،ولا طيرة ، ويعجبني الفأل)) قالوا :وما الفأل ؟ قال :(( كلمة طيبة)) . وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( عرضت على الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة ، والنبي يمر معه النفر ، و النبي يمر معه العشرة ، و النبي يمر معه الخمسة ،النبي يمر وحده ، فنظرت فإذا سواد كثير ، قلت:يا جبريل! هؤلاء أمتي ؟ قال :لا ولكن انظر إلى الأفق ،فنظرت فإذا سواد كثير قال : هؤلاء أمتك قال : هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفاً قدّامهم لا حساب عليهم ولا عذاب. قلت : ولِم ؟ قال : كانوا لا يكتوون ، ولا يسترقون ، ولا يتطيِّرون ، وعلى ربهم يتوكلون ........)) الحديث . ويظهر بطلان هذه الاعتقادات في هذه المسألة من عدة أمور : 1--تحريم التشاؤم بالزمن والشهور ،إذ هي خلق الله تعالى وليس لها علاقة بالحواداث والتأثير قال ابن رجب رحمه الله: " أما تخصيص الشؤم بزمان كشهر صفر أو غيره فغير صحيح ، وإنما الزمان الحين كله خلق الله تعالى ، وفيه تقع أفعال بني آدم ، فكل زمان شغله المؤمن بطاعة الله فهو زمان مبارك عليه ، وكل زمان شغله العبد بمعصية الله فهو مشؤوم عليه , وفي الجملة فلا شؤم إلا المعاصي والذنوب فإنها تسخط الله عز وجل فإذا سخط على عبده شقى في الدنيا والآخرة ، كما أنه إذا رضى عن عبده سعد في الدنيا والآخرة " انتهى كلامه قال بعض الصالحين وقد شكى إليه بلاء وقع في الناس قال :" ما أرى ما أنتم فيه إلا بشوم الذنوب والله أعلم وأحكم"انتهى كلامه وقال رحمه الله:" والبحث عن أسباب الشر من النظر في النجوم ونحوها من الطيرة المنهي عنها والباحثون عن ذلك غالبا لا يشتغلون بما يدفع البلاء من الطاعات بل يأمرون بلزوم المنزل وترك الحركة وهذا لا يمنع نفوذ القضاء والقدر". ومنهم من يشتغل بالمعاصي وهذا مما يقوي وقوع البلاء ونفوذه. والذي جاءت به الشريعة هو ترك البحث عن ذلك والإعراض عنه والإشتغال بما يدفع البلاء من الدعاء والذكر والصدقة وتحقيق التوكل على الله عز وجل والإيمان بقضائه وقدره." قال الطاهر بن عاشور ـ رحمه الله ـ "و من الضلالات التي اعتقدها العرب اعتقاد أنَّ شهر صفر شهر مشؤوم، وأصل هذا الاعتقاد نشأ من استخراج معنى مما يقارن هذا الشهر من الأحوال في الغالب عندهم و هو ما يكثر فيه من الرزايا بالقتال و القتل، ذلك أنَّ شهر صفر يقع بعد ثلاثة أشهر حرماً نسقاً و هي ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم، و كان العرب يتجنَّبون القتال و القتل في الأشهر الحرم؛ لأنها أشهر أمن، قال الله ـ تعالى ـ: " جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس و الشهر الحرام"الآية. فكانوا يقضون الأشهر الحرم على إحن من تطلب الثارات و الغزوات، و تشتت حاجتهم في تلك الأشهر، فإذا جاء صفر بادر كل من في نفسه حنق على عدوه فثاوره، فيكثر القتل و القتال، و لذلك قيل: إنَّه سمي صفراً؛ لأنهَّم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوه صفراً من المتاع و المال، أي خلواً منها" قال العلامة محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله- في القول المفيد في شرح كتاب التوحيد: "وقوله: "و لا صفر" فيه ثلاثة أقوال سبقت وبيان الراجح منها. و الأزمنة لا دخل لهافي التأثير، و في تقدير الله ـ عزوجل ـ؛ فصفر كغيره من الأزمنة يقدَّر فيه الخير و الشر، و بعض الناس إذا انتهى من شيء في صفر أرَّخ ذلك، و قال: انتهى في صفر الخير، و هذا من باب مداواة البدعة ببدعة، و الجهل بالجهل؛ فهو ليس شهر خير، و لا شهر شر"انتهى كلامه قال الشيخ بكر أبو زيد في معجم المناهي اللفظية-رحمه الله- "للعرب مواسم في الشهور و الأيام في بعضها التشاؤم،وفي بعضها التيامن و التفاؤل بها منها: شهر صفر وكان لهم فيه نوع تشاؤم، فكان يلقَّب بشهر صفر الخير؛ منابذةً للجاهلية في اعتقادها. فكان يتسمَّح في هذا الفظ لمنابذة الاعتقاد و التشاؤم و الإسلام محى هذه، و ثبَّت الاعتقاد و الإيمان، ومحى معالم التعلُّق بغيره " 2- اعتقاد مشركي العرب هذا أدى إلى نشوب الخلافات والقتال بينهم لأخذ الثأر حتى إن هذا الطائر لا يزال يصيح ويرفرف حتى يؤخذ بثأره ، وهذا مما يهدف إليه الشيطان من ازهاق الأرواح وسفك الدماء ، وقد يشكل بصورة الميت يؤزهم حتى يقتصوا من القاتل !! 3- التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم ...محرم مناف لكمال التوحيد لما يترتب عليه من فساد الإعتقاد وضعف التوكل والخوف من غير الله. قال عليه الصلاة والسلام ((طيرة شرك ، طيرة شرك)) وقال صلى الله عليه وسلم : (( من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك )) ، قالوا : فما كفارة ذلك ؟ قال : (( أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك ، ولا طير إلا طيرك ، ولا إله غيرك )) 4- تلبيس الشيطان على المشركين بأمر الروح لأنها من عالم الغيب ولا يمكن إدراك كنهها، ولهذا اتخذ من ارواح الموتى وسيلة للإضلال والشرك..! وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام -رحمه الله- في معرض حديثه عن أحوال الكفره والمشركين والسحرة - فقال :(( ومن هؤلاء من اذا مات لهم ميت يعتقدون انه يجئ بعد الموت يكلمهم ويقضي ديونه ويرد ودائعه ويوصيهم بوصايا فإنهم تأتيهم تلك الصورة التي كانت في الحياة ، وهو شيطان تمثل في صورته فيظنونه إياه )) وقال -رحمه الله- (( ومن هؤلاء من يتصور له الشيطان ، ويقول له : أنا الخضر وربما أخبره ببعض الأمور ، وأعانه على بعض مطالبه ، وكما قد جرى ذلك لغير واحد من المسلمين واليهود والنصارى وكثير من الكفار .. يموت لهم الميت فيأتي الشيطان بعد موته على صورته .. ويفعل أشياء تتعلق بالميت ، ويدخل على زوجته ، ويذهب ، وربما يكونون قد أحرقوا ميتهم بالنار كما تصنع كفار الهند فيظنون أنه عاش بعد موته" أ.ه ولذلك أبطله الشرع وهو يدل على ضعف التوحيد ، وقد يقع به العبد في الشرك الاكبر حسب اعتقاده. والشرع يسعى دائما لتخليص العقيدة وتنقيتها من شوائب الشرك والجاهلية والبدع.. ..ولذا يجب تحقيق التوحيد . و لا يكون العبد محققاً للتوحيد حتى يسلم توحيده من شوائب الشرك بنوعية وشوائب البدع والمعاصي . وهنيئا لمن حقق في إيمانه درجة المقربين السابقين فحقق كمال تعلق الروح بالله تعالى محبة وخوفاً وإنابة وتوكلاً وإخلاصاً وإجلالاً وهيبة و تعظيما وعبادة .. فلا يكون في قلبه الا التوحيد فعلا وأمرا ونهيا ..!! وهذه حقيقة لا اله الا الله جعلنا الله جميعا من أهلها وممن حقق التوحيد ودخل الجنة بغير حساب. قالته وكتبته الفقيرة لعفو ربها القدير قذلة بنت محمد القحطاني في 1صفر1438 المراجع كتب التفسير عند قول الله ـ تعالى ـ : " إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا"الآية [التوبة:37] 1/ مجموع الفتاوى لابن تيمية 2/ لطائف المعارف لابن رجب 3/ فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد 4/ القول المفيد في شرح كتاب التوحيد لفضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين 5/ معجم المناهي اللفظية لفضيلة الشيخ بكر أبو زيد 6/ البدع الحولية للشيخ عبدالله التويجري :



  • أجمل تجارب الحياة فؤاد بن عبدالله الحمد @fuadalhamd بسم الله الرحمن الرحيم من أشد التجارب تأثيراً في نفسي تلك التي شاركني فيها ابني عندما قمنا بتوزيع وجبات خفيفة على بعض عمال النظافة في الحي الذي أنا أسكن فيه. كنت قد شجعت ابني على إعطاء سلة طعام لأحدهم وقد كان أعياه التعب من العمل، ودهشت عندما لمس ابنى ذو السنوات الأربع كتف الرجل وصاح قائلاً: تفضل، وفجأة قفز الرجال جالساً وتطلع إليه، حينئذ شعرت بالخوف واقتربت لأكون بجوار ابنى عندما رأيت الرجل يأخذ يده برفق ويقبلها هامساً: " شكراً " وهو مُبتسمٌ وكأنها رسالة حُب وشكر – في نفس الوقت - لاهتمامنا ورعايتنا نحن أبناء هذا الحي. هل هناك هدية أكثير قيمة وفاعلية يمكن إهداؤها لأبنى من تلك التجربة؟ عزيزي القارئ الكريم... ماهي التجربة المؤثرة التي يمكن أن تشترك في خوضها مع شخص تحبه؟ في الواقع أنت لا تحتاج إلى الذهاب لأقصى الأرض حتى تزيد من حصيلة تجاربك وخبراتك، يكفي فقط أن تذهب لناصية الشارع الذي تسكن به وتساعد شخصاً يحتاج إليك في المجتمع الذي تعيش فيه[1]، فإن إضافة تجربة واحدة جديدة تفتح أمامك أبواب عالم جديد. هذه التجربة قد تكون شيئاً تراه أو تسمعه، أو محادثة، أو ندوة، أو شيئاً تقرؤه في هذا المكان!، فأنت لا تعلم متى يمكن أن يحدث ذلك. اقفز من على الكرسي الذي تجلس عليه وادخل خضم لعبة الحياة، دع خيالك يسرح بعيداً مع المجالات العديدة لكل شيء يمكن أن تستكشفه وتجربه، وابدأ ذلك فوراً. فقط أسأل نفسك؛ ماهي تلك التجربة التي تستطيع أن تخوضها اليوم ويمكن أن تمد حياتك بالثراء؟ وكيف يمكن أن تصبح أنت نتيجة لذلك؟ -------------------------------- [1] وهذه نصيحة اقترحها عليك؛ حاول التواصل مع جمعيات خيرية أو جمعيات اجتماعية نفع عام للتطوع والعمل معهم. اعداد الصفحة للطباعة ارسل هذه الصفحة الى صديقك منوعات الفوائد منوعات الفوائد الصفحة الرئيسية مواقع اسلامية
  • الطريقة المثلى للمحافظة على صلاة الفجر عادل بن عبدالعزيز المحلاوي @adelalmhlawi بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ الصلاة خير النوم.....الصلاة خير النوم يبدأ اليوم عند المسلمين مع أذان الفجر بهذه التقريرات القاطعة لكل جدال " الصلاة خير من النوم " نعم " الصلاة خير من النوم " لما فيها من خيرات الدنيا والآخرة . • صلاة الفجر صلاة عظيمة المنزلة وجليلة القدر ينال من ورائها العبد كل خير ، فهي الصلاة المشهودة التي رُتب عليها أحكام وفضائل وجاءت فيها الآثار الكثيرة لمكانتها وعلو قدرها . • اعلم أيها المؤمن واعلمي أيتها المؤمنة أننا في عدواة وحرب شرسة مع الشيطان تبدأ من لحظة رغبتنا في الإستيقاظ لهذه الصلاة ، فقد ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقِيلَ: مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ، مَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ، فَقَالَ: (ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ) رواه البخاري ومسلم . • تأملوا جيداً - بال الشيطان في أذنه - • يالها من صورة بشعة يخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنوقن بأن الشيطان قد غلبنا بطريقة مستقذرة نتنة حتى لا ناساهل في قضية إيثار النوم على صلاة الفجر. • إن الشيطان لمعرفته التامة بفضل صلاة الفجر وأثرها على صاحبها يجتهد اجتهاداً كبيراً في سبيل ألا يستيقظ لها وذلك بطريقة ماكرة بعقد العقد على مؤخرة الرأس بل وعدم اليأس من ثبيطك عن الصلاة ، فقد جاء في حديث أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ ». متفق عليه. فتأمل هذه المحاولات منه لتنام وتفوت هذه الصلاة العظيمة ليفوتك أجرها وتُحرم من ثوابها . فالمصلي لصلاة الفجر الذي صلاها سيبقى نشيطاً طيب النفس بفضل هذا الإستيقاظ والمخالفة للشيطان ، وأمّا المستجيب لنداء عدوه فإضافة لخسرانه الأجر العظيم فإنه يبقى خبيث النفس كسلان وهذا مايفسر لنا كثرة الخصومات في حياة الناس فماذاك إلا بتفريطهم بمثل هذه الطاعات . • فإذا ماخرج المؤمن من منزله قاصداً بيتاً من بيوت الله لأداء هذه الفريضة أحاط به النور من كل جانب وغشيته رحمة ربه ، كيف وهو قاصداً بيت الكريم سبحانه قد آثر رضا ربه على رضا نفسه والإستجابة لداعي الراحة والدعة والنوم لتأتيه البشارة على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام بقوله : " بشّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة " رواه ابن ماجه بسند حسن، وعند الطبراني بإسناد حسن عن أبي الدرداء عن النبي عليه الصلاة والسلام قال : " من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد لقي الله عز وجل بنور يوم القيامة " تذكر أيها الماشي إلى صلاة الفجر هذا النور الذي تقتبسه من هذا الدنيا ليكون معك يوم القيامة قال عز وجل : " يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12 ) الحديد . ومن فاته النور هنا ربما فاته النور هناك - فرحماك رب رحماك - يقول سبحانه حال المنافقين الفاقدين لهذا النور : " يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) الحديد . قال بعض المفسرين : قيل ارجعوا إلى الدنيا لتقتبسوا منها النور الذي نلناه نحن ، ولكن هيهات هيهات مضى وقت العمل . • فإذا ما أتيت المسجد وصليت سنتها وفرضها كُتبت في وفد الرحمن وكُتبت صلاتك في عليين فهنيئاً لك هذا الشرف ، وبشراك هذا الخير العظيم ، فعن أبي أمامة عن النبي قال: ((من توضأ ثم أتى المسجد فصلى ركعتين قبل الفجر ثم جلس حتى يصلي الفجر كُتبت صلاته يومئذ في صلاة الأبرار، وكُتب في وفد الرحمن)) رواه الطبراني بإسناد حسن، • من أيقن بأن ركعتي الفجر - وهي السنة - خير من الدنيا منذ أن خلقها كان من أحرص الناس عليها - لو كان يعقل - فكيف بفرضها ! • صلاة الفجر بها يكون صاحبها في حفظ الله ورعايته فقد جاء في حديث جندب رضي الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من صلى الصبح فهو في ذمة ..." رواه مسلم . فأي خسارة يخسرها من فاتته صلاة الفجر وأي رعاية يُمنعها من فرط فيها !؟ • صاحب صلاة الفجر تكون له شهادة الملائكة في الدنيا وبين يدي الله في محفل مهيب باجتماع ملآئكة الليل وملآئكة النهار الذين يشهدون صلاتي العصر والفجر ليشهدوا لصفوة البشر وهم بين يدي الله ففي الحديث : " يتعاقبون فيكم : ملائكةٌ بالليلِ وملائكةٌ بالنَّهارِ ، ويجتمِعون في صلاةِ العصرِ وصلاةِ الفجرِ ، ثم يعرجُ الذين باتوا فيكم ، فيسألُهم ، وهو أعلمُ بهم ، كيف تركتُم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يُصلُّونَ ، وأتيناهم وهم يُصلُّونَ" رواه البخاري . • يامسلم هل هناك هدفاً أعظم من دخول الجنة !؟ وهل هناك مطلباً أعلى وأجل من النظر إلى وجه الله العظيم الجميل في جنات النعيم !؟ صلاة الفجر تختصر لك المسافة لتحقيق هذا المطلب النفيس ، ففي الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام : " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ، لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس ، وقبل غروبها ، فافعلوا.." رواه البخاري . • قد تتكاسل عن قيام الليل وقد تضعف عنه وقد لا تكون من أهله أصلاً ولكن ربك الكريم يعوّضك عنه بصلاة الفجر في جماعة . فبالله عليك أي فضل أعظم من فضل أنك تبيت الليل كله نائماً لا تصل فيه ركعة وتأتي يوم القيامة وتفاجئ في ميزان حسناتك أنك قائمه كله ، كل ذلك بفضل صلاة الفجر في جماعة ففي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام : ".. ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله " رواه مسلم . • صلاة الفجر براءة من النفاق والدخول في حزب الله المفلحين . ففي الحديث " أثقل صلاة على المنافقين صلاة الفجر وصلاة العشاء " ثم تأمل كيف يرغبك الرؤوف الرحيم عليه السلام فيقول لك " ولو يعلمون مافيهما لأتوهما ولو حبواً " وبعد أخي ..أخيتي إن صلاة الفجر عظيمة القدر جليلة المنزلة فاقدرها حق قدرها وأنزلها في قلبك المنزلة التي قد عرفت من منزلتها . اجعلها أهم المهمات في حياتك ، وخذ بالأسباب المعينة على أدائها : نم مبكراً ، فمن غير المقبول أن تنام متأخراً وتروم الصلاة مع الجماعة ومن غير المقبول - أيضاً - أن ترى فضلها ولا تحرص عليها ، وتعرف خطورة تركها وتصرّ على الترك ، تخيّل معي هذا المنظر في عذاب من نام صلاة الفجر ، قال عليه الصلاة والسلام : " أتاني رجلان فبعثاني فقالا لي: انطلق، فانطلقتُ فإذا رجلٌ مضطجِع ورجلٌ فوق رأسه بحجر يريدُ أن يلقيه عليه، فألقاه عليه فثلَغ رأسه فتهدهَد الحجر، ثم أخذه ثم عاد رأسُه كذلك، وما زال يلقي الحجرَ عليه حتى يثلغ رأسَه، قالا لي: أمّا هذا الرجل الذي رأيتَ فرجلٌ أخَذ القرآن ورفضَه ونام عن صلاة الفجر " رواه البخاري فمن يطيق أن يتعرض لهذا العذاب !؟ فاستعن بالله وحافظ على صلاة الفجر في وقتها مع الجماعة . وفقنا الله لهداه وجعل عملنا في رضاه . كتبه محب الخير لك / عادل بن عبدالعزيز المحلاوي . تويتر @adelalmhlawi اعداد الصفحة للطباعة ارسل هذه الصفحة الى صديقك رسائل دعوية رسائل دعوية معا على طريق الجنة الصفحة الرئيسية مواقع اسلامية

[index page] [section] [Previous] [Next] [Specification]

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

فوائد من كتاب ثلاثون سببا للسعادة لعائض القرنى

صيد الفوائد